السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ما من عمل هام إلا وله حساب يضبط دخله وخرجه ،وربحه وخسارته.
إلا حياة الانسان فهي وحدها التي تسير على نحو مبهم لايدري فيه ارتفاع او انخفاض.
هل يفكر أكثرنا أو أقلنا في إمساك دفتر يسجل فيه ما يفعل وما يترك من حسن أو سوء؟؟ ويعرف منه بين الحين والحينرصيده من الخير والشر؟ وحظوظه من الربح والخسارة؟.
لو أننا نخبط في الدنيا خبط عشواء، ونتصرف كما يحلو لنا دون معقب أو حسيب لجاز على تفريط وحمق أن نبعثر حياتنا كما يبعثر السفيه ماله ،و أن نذهل عن الماضي وما ضم من تجارب ،وأن نقتحم المستقبل غير متهيبين خطأ أو خطيئة!!
فكيف ولله حفظة يدونون مثقال الذرة ، ويعدون لنا قوائم بحساب طويل: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾ .الكهف:49
أما يجب ان نستكشف نحن هذا الإحصاء الذي يخصنا وحدنا؟!.
أما ينبغي أن نكون على بصيرة بمقدار مانفعل من خطأ وصواب؟!.
الحق أن هذا الانطلاق في الحياة دون اكتراث بما كان ويكون،او الاكتفاء بنظرة خاطفة لبعض الأعمال البارزة او الاعراض المخوفة،الحق أن ذلك نذير شؤم.
وقد عده القرآن الكريم من الأوصاف البهيمية التي يعرف بها المنافقون الذين لا كياسة لديهم ولا يقين.
(أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126).التوبة:126، وعلماء التربية في الاسلام متفقون على ضرورة محاسبة المرء لنفسه تمشيا مع طبيعة الاسلام ، وإنفاذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ،وزنوا اعمالكم قبل أن توزن عليكم" .وقوله :" الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه وهواها وتمنى على الله" .
اللهم اهدنا لصالح الاعمال وانك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا....